الحمد لله المعروف بالقدم قبل وجود الوجود الموصوف بالكرم وفضل الجود العليم بأعداد الرمل و المطر وحبات السنبل والعنقود الحكيم الذي فجر الأنهار من صم الجلمود ، لامانع لما أعطى ولا دافع لما قضى الغفار الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب ويعفو عما مضى .
فسبحانه من اله شهدت بوحدانيته السموات وما فيها من العجائب وأقرت الأرضون بربوبيته في مشارقها والمغارب ، أصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيه المبعوث بالدين الواصب الموصوف بأجل الأوصاف و المناقب نبي استخرجه الله من عنصر لؤي بن غالب وفضله على أهل المشارق والمغارب
فقل ماشئت عمن ليس تحصى فضائله بحصر أو بكاتب
فمن ذا يستطيع له انحصار أيخصى القطر أو رمل الكتائب
عليه من المهيمن كل وقت صلاة ما بدا نور الكواكب
وخص الآل و الأصحاب جهرا جميعهم وعترته الأطايب
إن الله تعالى أودع نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ظهر ادم عليه السلام وأسكنه جنته وسجد له ملائكته ثم عرفه قدر ما أودعه من السر ثم قال : يا ادم تطهر وسبح وقدس وأغش زوجتك علي طهارة منك ومنها فاني مخرج منكما نوري ففعل ادم عليه السلام ما أمره به ربه فنقل الله نور سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى حواء وكان ذلك في ليلة الجمعة لاثنتي عشر من رجب ، فكان يرى في وجه حواء دارة كدارة الشمس فلما وضعت شيثاً انتقل إلى جبينه فلما كبر وأخذ حد الرجال أخذ عليه ادم عليه السلام العهد والميثاق ألا يضع هذا السر إلا في المطهرات من النساء ليصل إلي المطهرين من الرجال ، فماذالت تلك الأنوار تنتقل من أصلاب الأخيار إلي المحصنات الأطهار وتدنو و تقترب إلى إن وصلت إلى عبد الله بن عبد المطلب .
ونواصل